من يحفر السرداب في مصر !!

ثارت ولازالت زوبعة إيران في فنجان مصر بمناسبة زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى المحروسة ثم قيامه بجولة سياحية “دينية” إلى مراقد وقبور آل البيت النبوي الشريف الذين امتن الله على مصر باستقبال علومهم وفهمومهم أحياءً ثم احتضان ثراهم الشريف وأبدانهم أمواتاً، زارها نجاد ويداه مخضبتان بدماء شعبه التي سفكت في شوارع طهران إثر اندلاع الثورة الخضراء منذ أعوام بعد اتهام نظامه بالتزوير في انتخابات الرئاسة التجديدية الماضية.

ولم تكن دماء شعب إيران فقط هي تلك التي تقطر من يدي نجاد بل كانت أقدامه أيضاً تخوض في دماء الشعب العربي السوري وخاصة السنة منهم

ولم تكن دماء شعب إيران فقط هي تلك التي تقطر من يدي نجاد بل كانت أقدامه أيضاً تخوض في دماء الشعب العربي السوري وخاصة السنة منهم، وليست هذه اتهامات مرسلة بقدر ما هي حقائق وثقتها كل وسائل الإعلام منذ ما يزيد عن الشهر حيث تسلم النظام البعثي في سوريا أكثر من خمسين أسيراً إيرانياً ولبنانياً ينتمون لحزب الله الشيعي في مقابل إطلاق سراح بعض أبطال الثورة السورية الباسلة.

وفي العراق دمنا يسفك فوق الطرقات وحماة العرض أولاد حرام، فمازال المسلمون السنة هناك ومنذ تسع سنين أو يزيدون يعذبون ويقتلون على أيدي ميليشيات الحرس الثوري الإيراني التابعة لإيران.

خرج نجاد من زيارته ـ غير الشريفة ـ للمراقد والمزارات الشريفة فرحاً مسروراً بعد أن بكى أو تباكى على أسوار المشهد الحسيني ليخرج من مسجد السيدة زينب رافعاً أصبعية بعلامة النصر ولا أدري أي نصر ولا على من كان ولا في أية موقعة ضد أعداء الأمة اللهم إلا إذا كان يعني النصر على شعب الأحواز العربية المحتلة منذ ما يزيد عن تسعين عاماً حيث علق رجالاتها الأكارم كمحي الدين ودهراب آل ناصر وعيسى المذخور وغيرهم.

ويل للعرب من شر قد اقترب إذن فكل جراحاتهم مازالت نازفة بيد نظام إيران والفقيه القابع هناك في قم

ويل للعرب من شر قد اقترب إذن فكل جراحاتهم مازالت نازفة بيد نظام إيران والفقيه القابع هناك في قم، فيما يبدو كجزء من مشروع صفوي جديد استطاع أن يحقق في بضع وثلاثين عاماً كثيراً من النجاحات، فبلاد المسلمين محتلة بفضل تواطئه في أفغانستان والعراق كما صرح بذلك على أبطحي أحد النافذين في المدرسة الإصلاحية ورافسنجاني الرئيس السابق لإيران، واضطرابات تكاد تطيح ببعض الدول كالبحرين وقلاقل غير معتادة في شرق بلاد العرب في القطيف وغيرها ونفوذ سياسي مريب في الكويت وسيطرة سياسية خطيرة ومعطلة في لبنان.

لكنه من الواضح أن المشروع الإيراني بات مهدداً من داخله ومحاصراً من خارجه مما دفعه لمحاولة القفز نحو مصر لهدفين رئيسيين:

أولهما  : هو محاولة فك الحصار السياسي والاقتصادي الخانق

والثاني :هو استكمال المشروع الذي لن يكتب له النجاح إلا باختراق سياج الأمة واستمالة حرس الحدود هنا في مصر!!

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل راح ملالي الحوزات هناك يتطاولون على مصر الأزهر وقلعة السنة في العالم ويقللون من شأنها بمطالبتها بتطبيق نظام ولاية الفقيه وأنه هو الحل الأنجع لعلاج كل مشاكلها المزمنة، وما درى أولئك أن بدعة “ولاية الفقيه” لا تناسب إلا عقلية السرداب الظلامية بطبيعتها والتي تُسير البشر كالقطعان العمياء خلف الأحاجي والقصص الخرافية ليستفيد فئام من الناس بأموالهم بدعوى الخمس ويستمتعون ببناتهم في زواج المتعة.

وهنا في مصر يُعين المستشار محمد الدمرداش العقالي الشيعي ـ بشهادة والده لجريدة الوطن الكويتية ـ مستشاراً قانونياً لوزير الإعلام المصري وقد كان سبباً من قبل في إشهار أكثر من خمسة وعشرين جمعية شيعية في مصر أثناء عمله في وزارة التضامن الاجتماعي، ووالده متشيع قديم يجهر بذلك ويفاخر به وفي نفس الوقت يسافر وزير السياحة ليبرم صفقة لاستيراد السياح الإيرانيين إلى مصر، بينما تعلن إيران تخريج أول دفعة ـ علنية على الأقل ـ من الشيعة المصريين في حوزات قم وتعدادهم أكثر من خمسين!!

إنني لست مع من يتخوفون مما يسمى فزاعة المد الشيعي في مصر الأزهر بمذهبها السني الوسطي المعتدل وعقيدتها الصلبة الراسخة تبقى عصية تتأبى على الغزو الفكري كما تأبت على الغزو العسكري فرغم احتلال الشيعة الفاطميين لها حوالي ثلاثة قرون إلا قليلاً فلم يفلحوا في مسخ عقيدتها أو تزوير هويتها، كما وأن مصر مضيافة يردها كل عام من السياح الأجانب من غير العرب والمسلمين الملايين المملينة؛ كما أنني لا أحمل نزعة عنصرية تجاه الشعب الإيراني، إلا أنني أخشى أن يلبس أتباع ولاية الفقيه على الناس دينهم بإنبات البدع المنكرة ونشر الفساد الأخلاقي والسياحة الجنسية بدعوى المتعة أو إثارة الفتن في بلد الله الآمن، فما دخلوا قرية إلا أفسدوها.


التعليقات