فى حكم من صلي وبثوبه نجاسة قد نسيها

س : كان على ثوبي نجاسة، ونويت أن أغيره قبل الصلاة، لكنني نسيت وصليت به فريضة، ثم تذكرت بعدها. فهل علي إعادة تلك الصلاة ؟

الجواب

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد .. فإن طهارة الثوب شرط لصحة الصلاة كما هو معلوم، لكن الجهل والخطأ ونحوهما من العوارض .. من الأعذار المعتبرة في حق الناس .

وفي الحديث “بينما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي بأصحابه، إذ خلع نعليه فوضعهما عن يساره، فلما رأى ذلك القوم ألقوا نعالهم. فلما قضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صلاته قال : ما حملكم على إلقائكم نعالكم ؟ قالوا : رأيناك ألقيت نعليك فألقينا نعالنا. فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : إن جبريل – عليه السلام – أتاني فأخبرني أن فيهما قذرا. وقال : إذا جاء أحدكم إلى المسجد فلينظر فإن رأى في نعليه قذرا أو أذى فليمسحه وليصلّ فيهما.” [ صححه عدد من علماء الحديث ] .

فدل الحديث على ما يلي :

أولا : إن وجود النجاسة مع عدم العلم بها لا يبطل الصلاة، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – بنى على ما سبق من صلاته معتدا بصحتها، ولم يبدأ صلاة جديدة .

ثانيا : فإذا علم بوجود النجاسة ثم نسيها كان كمن لم يعلم بها على الراجح، فإن “الصحيح التسوية بينهما، لأن ما عذر فيه بالجهل عذر فيه بالنسيان” [ كما نص عليه ابن قدامة في المغني ] .

وعليه : فلا إعادة على صاحب السؤال .

والله أعلم


التعليقات