الإمام الغزالي.. و الدور السياسي للعلماء .

من الخطأ تقييم التجربة بمعزل عن بيئتها.طالبان-حسن البنا-أبو حامد الغزالي.

السلفية تحاكم الغزالي على أساس أنه عاش زمان الصحابة و شيوع السنة, فترميه بالموبقات.. في حين كان الغزالي أحد فرسان هذا الدين و رأس حربة الإسلام في التصدي لأعدائه في معركة الأفكار و العقائد.. حيث حارب الفلاسفة الذين هم منظروا الفكر الباطني.. حاربهم و هزمهم بأدواتهم” المنطق و علم الكلام”.. و اهتم بالتصوف السني في مقابلة التصوف الباطني السياسي.

من عبقرية حجة الإسلام الغزالي و فقهه أنه حول دفة الصراع بين الأشاعرة و المعتزلة إلى الفلاسفة.. حيث كانت الفلسفة هي الأساس الفكري للباطنية .. هذه الباطنية التي لها كيان سياسي قوي “الفاطميون” يحميها و ينشرها في ربوع العالم الإسلامي و شكلت التهديد الأكبر له وقتها.

كان تصدي الإمام الغزالي و حربه على الإسماعيلية الباطنية في وقت قويت فيه شوكتهم في فارس و كثر دعاتهم بل قاموا باغتيالات لساسة و مفكرين..

جل كتابات الإمام الغزالي كانت بأبعاد سياسية فهو المنظر الأول للدولة السلجوقية السنية .. و قاد الحرب الفكرية بنجاح على خصومها الفاطميين.. و هكذا يكون العلماء.

لم يكتف الغزالي بنصح ملوك عصره, و تحذيرهم من غضب الله إذا تجاوزوا حدوده أو ظلموا عباده.. بل ظل يبحث عن دولة فتية تقوم على أساس الدين .. فلما قامت دولة المرابطين شرع في الهجرة إليها.

#سير_العلماء
#علماء_الحق_لا_علماء_الزور
#تجديد_الخطاب_السلفي


التعليقات