كتاب الاستضعاف وتغيير الأهداف

إن الراصد لواقع الحركات الإسلامية ، الذين هم قلب الأمة النابض بسر الحياة ، ودليلها الناصح إلى جنتي الدنيا والآخرة ، يشهد ـ في الأعم الأكثر ـ تراجعا ملحوظا على مستوى الأهداف المرفوعة للعاملين للإسلام ابتداء ، ولمجموع الأمة بالتبع . والمقارنة بين طرح الدعاة قبل عشرين عاما ، وبين طرح الدعاة اليوم – سواء أكانوا هم أنفسهم ، أم غيرهم – لا يترك مجالا للشك في هذه الملحوظة .

ثم إنه لما كان من أخص خصائص العمل الإسلامي ، تعبيره عن الوحي المنزل من السماء ، واستعلاؤه على ما يرفضه الشرع من واقع ، مهما بدا ثقيلا في حس أهل الأرض . وراثة لدور الأنبياء عموما ، واستلهاما لسيرة إمامهم وخاتمهم محمد (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الأبرار (رضوان الله عليهم) خصوصا .

لما كان الأمر كذلك ، كان واجبا علينا أن نتناصح – ونحن أبناء العمل الإسلامي ، منذ ربع قرن من عمر الزمن – ، وأن يكون ذلك التناصح منطلقا من معاني الوحي ، إذ عنه ينبع كل هدى وخير . ولهذا … جاءت هذه الكلمات .


التعليقات