سهام الرماة على من حارب الإخوان (المبتدعة!) … وتحالف مع من سماهم (العصاة)

من أغرب الدعاوى التي بدأت في الانتشار داخل بعض الأوساط المحسوبة على السلفية، دعوى أن جماعة الإخوان المسلمين قد تلبست بالعديد من البدع، وأن مبارك وأتباعه مجرد عصاة؛ وحيث أن البدعةَ أشرُّ من المعصية فالنتيجة هي تفضيل مبارك وحزبه وخليفته (شفيق) على الإخوان؛ وحيث إن الموضوع كبير والمجال لا يسمح بالتفصيل، سأتنزَّلُ معهم في جزء من المقدمة، وأقول:

أولا:- سلَّمنا أن الإخوان وقعوا في بعض البدع، لكن هل المعصية مطلقا أقل إثما وضررا من البدعة مطلقا؟!

فهل تجيزون مثلا الخروج على الحاكم المبتدع (أيا كانت بدعته) بدعوى أن الخروج مجرد معصية؟، (وهذا الأمر عندي فيه تفصيل، لكني ألزمهم بكلامهم في شأن الخلفاء العباسيين)
وهل تمنع البدعُ صاحبَها من أن يصير إمامًا؟!

الجواب بأمثلة تاريخية:

١- (أبو حنيفة) إمام في الفقه رغم ما قاله عنه العلماء من قوله ببعض قول المرجئة في الإيمان.
٢- (القرطبي) إمام في التفسير رغم ما قاله عنه العلماء من قوله ببعض قول الواقفة في الصفات.
٣- (النووي وابن حجر) إمامان في الحديث رغم ما قاله عنهما العلماء من قولهما ببعض كلام الأشاعرة في الإيمان والصفات.
٤- (صلاح الدين) إمام في الجهاد والحكم رغم ما قاله عنه العلماء من أنه كان أشعريا.
٥- (محمد الفاتح) إمام في الجهاد رغم ما قاله عنه العلماء من أنه كان أشعريا صوفيا، وهذا الرجل قد منَّ الله عليه بفتح القسطنطينية التي قال عنها (صلى الله عليه وسلم): “”فلنعم الجيش جيشها، ولنعم الأمير أميرها””.

 

ثانيا:- هل ما فعله (مبارك) ويريد (شفيق) أن ينسج على منواله مجرد معصية؟؟؟!!!

– هل الحكم في الدماء والأعراض والأموال بغير ما أنزل الله مجرد معصية؟!
– هل استباحة القتل والنهب والسلب لعامة الشعب مجرد معصية؟!
– هل محاربة الدعاة إلى الله والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، واستباحة دمائهم وأعراضهم وأموالهم مجرد معصية؟!
– هل الولاء المطلق لدول الكفر المتجبرة والتعاون معها في الاعتداء على المستضعفين من عباد الله مجرد معصية؟!
– هل التمكين لأهل البدع والضلالات المنتشرة كالقبوريين، ونصرهم على أهل الحق مجرد معصية؟!

وسواء اتفقنا أو اختلفنا في نوع الكفر هل هو أصغر أم أكبر، فقد سمى اللهُ عز وجل الحكمَ بغير ما أنزله (كفرا) والنبيُّ صلى الله عليه وسلم سمى قتالَ المؤمن (كفرا)، وأقل ما يمكن وصفهم به أنهم استوجبوا (حدًّا) بل (حدودا)، “الحرابة، والقتل المتعمد، والسرقة للأموال العامة والخاصة” وفي المقابل أنتم تعلمون أن أشد ما يستحقه المبتدع هو التعزير؛
فهل يصح قلب الموازين، وجعل ما سماه الله كفرا أقل شأنا مما لم يسمه كفرا؟!، وجعل ما ترتب عليه حدٌّ أقل جرما مما لم يترتب عليه حدٌّ؟!

تلك إذًا قسمة ضيزى.
والله من وراء القصد


التعليقات